الخميس، 14 أكتوبر 2010

صدور كتابي "تاتانيا"

صدرحديثا كتابي "تاتانيا"، تجدونه الآن في معرض الكويت للكتاب على أرض المعارض، وفي الجناح اللبناني - الدار العربية للعلوم ناشرون


الأحد، 26 سبتمبر 2010

حكاية شاشتنا المحلية من البداية إلى النهاية .. وأي نهاية؟!


بدر محارب

بدأ تلفزيون الكويت إرساله في منتصف شهر نوفمبر من عام 1961، واستطاع في فترة وجيزة أن يستحوذ على عقول وقلوب مشاهديه المحدودين، فتلفزيون الكويت كان الوحيد في المنطقة، وتسلية جديدة ومبهرة، وهو أيضا كائن غريب يدخل بيوت الأسر المحافظة، حتى أن بعض النساء في تلك الفترة كن يغطين وجوههن حين يطلع عليهن مذيع التلفزيون الوسيم من خلف الشاشة الصغيرة.

صندوق عجيب
كان الإرسال في البداية لا يتعدى بضع ساعات ثم أخذ يتزايد تدريجيا مع ازدياد الخبرة وزيادة الإنتاج المحلي، وكثرة الطلب على شراء المواد الإعلامية من مصادر عربية وأجنبية، كان معظمها من تلفزيون مصر الشقيقة، وقد استغل فنانونا في تلك الفترة هذا الصندوق العجيب الذي كان من ميزته أنه يدخل كل البيوت، بعكس العروض المسرحية التي كانت تتطلب جر الناس بالإعلانات المكلفة إلى صالة العرض المسرحي، لذا كثر الإنتاج المحلي، وتعرف الناس على فناني الكويت.

وكان الجميع ينتظر بدء الإرسال لتتسمر العائلة بأكملها حول الجهاز، ولا تنام إلا بعد انتهاء تلاوة القرآن وظهور العلم والسلام الوطني، حتى أصبح انتهاء الإرسال هو مؤشر موعد النوم لجميع أفراد العائلة، وكان كثير من الأطفال ينامون وهم مستلقون أسفل الأرجل الخشبية لتلفزيونات تلك الفترة.

كان تلفزيون الكويت في تلك الفترة، جهازا إعلاميا محببا في الكويت وفي المناطق القريبة التي كانت تلتقط إرساله في أيام الرطوبة خاصة، حتى أن حكومة الكويت قامت بافتتاح تلفزيون الكويت في دبي، وكانت ترسل يوميا عن طريق الجو المواد التلفزيونية المحلية لعرضها في دبي، ولكن ماذا حدث اليوم؟ وكيف انتهى هذا الدور الخطر لتلفزيون الكويت، وأصبح مهملا من قبل المشاهدين، وتراجعت نسبة مشاهدته كثيرا، وهي اليوم في تراجع مستمر؟

مد فضائي
قد يرى البعض أن ظهور الفضائيات وانتشار الأطباق الهوائية في كل البيوت، وتعرف الناس على برامج جديدة ومواد إعلامية أكثر إبهارا وجذبا مما يقدمه تلفزيون الكويت هي من العوامل الرئيسية لسبب انحسار نسبة المشاهدة، وقد يكون هذا الرأي صحيحا حين نتحدث عن بداية المد الفضائي، لكن هذا المد مضى عليه أكثر من عشرين عاما، وتلفزيون الكويت يتراجع سنويا.

وكان من المنطقي أن يقوم رجالات الإعلام ومسؤولو التلفزيون لدينا بالنظر للأمر بصورة أكثر جدية، بعد أن تبيّنوا تهديد الفضائيات لهم منذ البداية، وكان من المفترض أن يتحركوا منذ السنوات الأولى لانتشار الفضائيات في تطوير ما يقدم على هذا الجهاز الرائد في المنطقة، لكن للأسف لم يتحرك أحد للبحث عن عناصر جذب وإبهار، حتى أن نشرات الأخبار ما زالت تقدم كما هي منذ بدء الإرسال، ولا تغيير سوى في الديكور وتجدد المذيعين والمذيعات، بل قد تكون البرامج السياسية والحوارية والاجتماعية والمسابقات في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، تحمل جذبا اكثر مما تحمله برامج هذه الايام.

برامج مختلفة
نذكر على سبيل المثال لا الحصر، من البرامج السياسية، برنامج المائدة المستديرة الذي كان يعده ويقدمه الدكتور عبد الله النفيسي، وبرنامج قضايا وردود والذي كان من إعداد جمعية الخريجين وتقديم الأسير الشهيد ناصر الصانع وبمشاركة أحيانا من الأستاذ يوسف الجاسم، ولاننسى أيضا من البرامج الفنية الإجتماعية الجميلة برنامج للمشاهد مع التحية للفنان المبدع عبد الله المحيلان.

ناهيك عن برامج المسابقات كبرنامج سين جيم للراحل شريف العلمي، وبرامج الأسرة التي كانت تعدها وتقدمها الاستاذة فاطمة حسين، وكانت تتخلل البرنامج بعض المشاهد الدرامية من تمثيل الفنانين الكبار عبد الحسين عبد الرضا وعبد العزيز النمش وخالد النفيسي ومحمد جابر وغيرهم، وكان البرنامج يهتم بتقديم النصح والإرشاد لربات البيوت بقالب فني كوميدي جميل، وبرنامج شبكة التلفزيون للإعلامي عبد الرحمن النجار، ومن حياة الشعوب، ونافذة على العالم، وبرنامج رسالة للإعلامي محمد السنعوسي.

بالإضافة إلى أعمال الدراما المحلية، والدراما العربية لكبار فناني العرب، مثل هارب من الأيام للعملاق عبد الله غيث، والمسلسلات الأجنبية الشهيرة مثل مسلسل أحب لوسي ومسلسل الأطفال لاسي ومسلسل فيوري، وروائع القصص، والاستعراضات الموسيقية الغنائية الأجنبية مثل توم جونز وعائلة بارتدج وعائلة أوزموند، والأفلام الأجنبية الرائعة.

اختلاف النظرة
أما اليوم، فيبدو أن نظرة مسؤولي تلفزيون الكويت للجمال قد اختلفت، ولم يعودوا يشعرون بأن البرامج التي تقدم على شاشة التلفزيون هي برامج لا تحمل من الجمال شيئا في معظمها، بل هي برامج طاردة للمشاهد، ويبدو أن استمرار تلفزيون الكويت في البث هو فقط لرفع العتب، ولتقديم بيانات الحكومة ونشرات الأخبار، والسبب كما أراه من وجهة نظري هو خوف مسؤولي التلفزيون من رقابة رجال الدين والسياسة في مجلس الأمة للبرامج التلفزيونية التي تقدم، فيؤثرون السلامة والإبتعاد عن كل ما من شأنه تعكير صفو النواب ويحمل شبهة ولو صغيرة في فتح باب التلويح بالاستجواب لوزير الإعلام.

فمن غير المقبول أن يطلب عضو برلماني من تيار معين من وزير الإعلام اطلاعه على خريطة البرامج التلفزيونية، فهذا – لعمري – هو بداية الخلل وتدخل سافر في عمل فني لا يفقه فيه العضو شيئا، وهو طلب لا يقوم به سوى من يرغب في السيطرة واعتماد أجندته الحزبية لفرضها على المشاهدين وطرح فكره الذي يعتقد أنه هو الفكر الذي يجب أن يغرس غرسا من خلال الإعلام في عقول وعيون المشاهدين.

برامج هزيلة
نظرة سريعة وعشوائية على خريطة تلفزيون الكويت ليوم عادي من أيام شهر يوليو الماضي، وهو الشهر الذي سبق دخول شهر رمضان توضح لنا مدى ضعف برامجنا التلفزيونية وهزالتها، لدرجة ان الأرصاد الجوية وضعت في خريطة البرامج اليومية وكأنها برنامج رئيسي وليست جزءا من نشرة الأخبار، وبحسبة بسيطة لعدد ساعات البث من الساعة السادسة صباحا وحتى الواحدة والنصف ظهرا، نجد أن خريطة البرامج تحتوي على إثني عشر برنامجا دينيا، وهو ما يمثل أكثر من 70 % من البرامج المقدمة في ذلك اليوم.

لا أدعو هنا لرفض تقديم البرامج الدينية، ولكن طغيانها بهذه الصورة يحوّل القناة الأولى لتلفزيون الكويت من قناة عامة شاملة منوعة، إلى قناة متخصصة في الدين، رغم أن هناك قناة يفترض أنها تختص بالبرامج الدينية، ناهيك عن أن هذه البرامج، تفتقر الى الإبداع والتجديد، وتغيب عنها عناصر الجذب الإعلامي، وتعتمد اعتمادا رئيسيا على الحوار، والسؤال والجواب، وهي برامج أقرب لبرامج الإذاعة منها إلى برامج التلفزيون، فانفض القوم من أمام شاشة تلفزيوننا، وتحركت أناملهم باتجاه الريموت كنترول بحثا عن صورة جميلة وبرامج تحمل الجاذبية الفنية من خلال قنوات أكثر متعة وأكثر إبداعا وأكثر فنا، وما أكثرها.

الجمال علم، والإعلام فن وتخصص، والبث التلفزيوني يعتمد على الجمال والفن، والقنوات التلفزيونية اليوم هي واجهة البلد التي يراها كل العالم بلمسة زر من الريموت كنترول، فلندعو العالم للسياحة في بلدنا وزيارة الكويت من خلال الشاشة الصغيرة، وهذا لن يتأتى إلا بالعمل المخلص، والاستفادة من خبراتنا الإعلامية، وتشجيع الإبداع والبحث الدائم عن الأفكار الجديدة، وعدم السماح بالتدخل لمن ليس لهم علاقة بالإعلام أو الفن، والإبتعاد عن الروتين القاتل لكل جديد.

الأحد، 19 سبتمبر 2010

الجريمة في تكريم حليمة


للمرة الثالثة على التوالي تفوز المذيعة حليمة بولند بجائزة أفضل إعلامية عربية، وسيقام لها حفل تكريم بهذه المناسبة، نبارك لبنت الكويت حليمة بولند فوزها باللقب على المستوى العربي للمرة الثالثة على التوالي، ولكن تبقى هناك بعض الطلاسم والألغاز، بحاجة لفك رموزها وحلها، على سبيل المثال:
1 - ما هي الجهة التي نظمت هذه المسابقة؟
2 - في أي بلد عربي أقيمت هذه المسابقة أو الإستفتاء؟
3 - من هي الأسماء التي تم ترشيحها للدخول في الاستفتاء إلى جانب حليمة بولند؟
4 - متى أقيم هذا الاستفتاء؟ وأين نشر؟ ومتى أعلنت نتائجه؟
5 - إذا كانت حليمة بولند أفضل إعلامية عربية، فمن هو أفضل إعلامي عربي؟ أم أن الإستفتاء كان مقصورا على الإعلاميات فقط؟
6 - ما هو تعريف الإعلامي؟
7 - هل حليمة بولند إعلامية أم مقدمة برامج، أم ممثلة منوعات؟
8 - ماذا قدمت حليمة بولند طوال سنة كاملة باستثناء برنامج "مسلسلات حليمة"؟
9 - هل من المعقول والمنطقي أن بنت بولند حليمة، تفوقت في ثلاث سنوات متتالية على إعلاميات مصر وسوريا ولبنان والأردن والخليج ودول المغرب العربي؟
10 - هل هذا اللقب يصب في مصلحة الكويت وانجازاتها الإعلامية على الصعيد العربي، أم ستكون له نتائج عكسية وجريمة بحق وطننا بحيث يتم إظهارنا بأننا نشتري الألقاب لمواطنينا؟
11 – هل حقيقة أن سبب حصول حليمة على هذا اللقب وتكريمها منفردة في حفل خاص هو لأنها غابت عن حفل المميزون في رمضان، فتم اختراع هذا اللقب ليكون مبررا ومناسبة لتكريمها؟
12 - وهو الأهم، هل حليمة بولند مقتنعة بانجازها هذا؟

ملحوظة صغيرة، الأسئلة السابقة يمكن طرحها بنفس الصياغة، عن السنتين الماضيتين التي فازت بهما حليمة بنفس اللقب.

الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

ملاحظات على بعض البرامج والمسلسلات!

زوارة خميس
في مسلسل "زوارة خميس" وبعد طلاق موزة من ثنيان وزواجه من شقيقتها نادية، تحول مسلسل "زوارة خميس" إلى مسلسل "فضة وقلبها الأبيض"(من خلال سعاد عبدالله)، ومسلسل "أميمة في دار الأيتام" (من خلال البنات المطلقات)

وفي المسلسل نفسه، نجد أن هناك عدم اهتمام بالحوار، والتقليل من أهميته، واستسهال كتابته، فعبرت أسماعنا عبارات كثيرة من غير المستحب ذكرها في جهاز إعلامي، وكان يمكن الإستعناء عنها أو الاستعاضة بعبارات أخرى أكثر قيمة وثراء وذكاء وتحمل نفس المعنى، للأسف كانت في الحوار بعض الألفاظ غير المهذبة، سأضطر لذكر بعضها مجبرا لتوضيح وجهة نظري، فأم نصيب "ياسه" تقول على البيض الذي طبخته الخادمة" "شنو هالبيض اللي جنّه سناسين ياهل"، وخالد البريكي يقول "قمت أتريع"، ومحمد المنصور عندما نام على سريره بقرب الأطفال يقول: "اذبحونا بالريحة" فترد عليه زوجته موزة " سعاد عبدالله" : لا تلومهم،كثّروا من أكل الفول".
عندما طلّق ثنيان "محمد المنصور" زوجته موزة "سعاد عبد الله"، قالت موزة لزوجات أبناءها: اللي يبي يخون، يخون الحين ما ينظر 40 سنة!!!
يا سلام، خوش قدوة، وهل الخيانة أمر ضروري وحتمي، نختلف في توقيت ممارستها؟!!
جملة عيب.

برنامج قرارك
على تترات برنامج "قرارك" نقرأ أن البرنامج من إعداد وتقديم بركات الوقيان، أي أنه واضع الأسئلة والإجابات(وأشك في ذلك) ورغم ذلك نجده يخطىء في قراءة بعض الأسئلة ويتلعثم في لفظ بعض الإجابات، وكأنه يقرأها للمرة الأولى.

في الجزء الأخير من البرنامج، في المسابقة على السيارة، يُفترض على المتسابق أن يُجيب على 10 أسئلة في مدة أقصاها دقيقة ونصف، وإذا لم يعرف الإجابة يقول pass بسرعة توفيرا للوقت، ليطرح بركات السؤال الذي يليه بسرعة، لكن ما يحدث أن بركات يضيّع الوقت بكل برود، فبعد كل إجابة أو pass نراه يتكلم عن الإجابة أو يشجع المتسابق أو يتحدث عن الـpass والمتسابق ينتظر السؤال القادم بلهفة كي لا يضيع الوقت بينما الوقت يمر بسبب هذرة بركات.

مسلسل البيت المسكون
في مسلسل البيت المسكون ذكر عبد العزيز المسلم مصطلح شعبي جديد نسمعه للمرة الأولى، فحين توفى والد زوجته زهرة عرفات، قال لها "اللي بقى براسج"، مع أن التعزية المعروفة هي "البقا براسج".

وفي نفس المسلسل، كانت زهرة عرفات تكلم والدها الذي يعيش في الاسكا، وذكرت الاسكا عدة مرات على أنها "الأسكا"، وكأن الألف واللام في الكلمة هما تعريف لكلمة أسكا.

مسلسل كريمو
سؤال...
هل اللغة التي يستخدمها داود حسين في المسلسل هي لغة فارسية أصلية أم هي لغة عيمية كويتية؟

مسلسل إخوان مريم
في الحلقة 28 من مسلسل "إخوان مريم"، ليش صوت فيصل المسفر صار مثل صوت مارلون براندو في فيلم العراب؟

في المسلسل نفسه، نرى ان اللهجة حديثة جدا، حتى أني لن أتفاجأ لو قال الحربي للشيخ: صكّت هوشة البارحة يا شيخ، فيجيبه الشيخ مستغربا: أي شي!! مو صج!!!

وفي نفس المسلسل، نرى ان نوافذ البيوت الكويتية القديمة تطل على الشارع، وبإمكان أي شخص أن يسترق منها النظر، حتى غرفة نوم الشيخ كانت نافذتها تطل على الشارع، وهذا غير صحيح، لأن أهل الكويت سابقا كانوا يرفعون نوافذ بيوتهم لأعلى مكان حتى تصل لقرب السطح كي لا يختلس أحد النظر للداخل أو خشية من خروج صوت النساء للشارع.
صورة لبيوت كويتية قديمة، لاحظ النوافذ، وفي الإطار صورة لمشهد من مسلسل "إخوان مريم" ، لاحظ ارتفاع النافذة

الخميس، 2 سبتمبر 2010

ماذا أعددنا للإحتفال بيوبيل تلفزيون الكويت الذهبي؟ بدر محارب - القبس



ماذا أعددنا للإحتفال بيوبيل تلفزيون الكويت الذهبي؟
بدر محارب* - القبس


للتلفزيون المصري تجربة رائدة ورائعة اليوم، فقد انطلقت قناة «التلفزيون العربي» بمناسبة احتفال التلفزيون المصري بيوبيله الذهبي ومرور 50 سنة على إنشائه، وهي قناة متخصصة في بث المواد التلفزيونية القديمة التي تم انتجت في الـ15 سنة الأولى من انطلاق بث التلفزيون المصري، وتشمل هذه المواد، أغاني ومسلسلات وبرامج منوعة، مع شريط أسفل الشاشة يحمل معلومات وبيانات مهمة عن تاريخ التلفزيون المصري، بالإضافة إلى قيام الدولة بتكريم الشخصيات المؤسسة والمؤثرة في مسيرة هذا الصرح الإعلامي الكبير.
ما يهمنا هنا هو أن تلفزيوننا العتيد، تلفزيون دولة الكويت، سيحتفل بيوبيله الذهبي ومرور 50 سنة على إنشائه يوم 15/11/2011، فماذا أعدت وزارة الإعلام لهذه المناسبة؟ ام إن هذا اليوم سيمر مرور الكرام وينتهي دون أن يشعر بأهميته أحد؟
الوقت لا يزال كافيا للتفكير في خطة الاحتفال، ويمكن الاستفادة من تجربة التلفزيون المصري وإضافة اللمسات الكويتية عليها، ولكن من أجل البدء بخطوات جدية، لا بد أولا من انجاز عدة مراحل في غاية الأهمية، وهي كما أراها:
- أولا: إعادة أرشفة مكتبة التلفزيون وتجهيزها بأنظمة أرشفة إلكترونية لتسهيل استخراج المواد المطلوب التنقيب والبحث عنها وسط أكوام من الاشرطة والأفلام.
- ثانيا: إعادة نسخ المواد التلفزيونية وتنظيفها لتخرج جديدة غير مشوشة أو مشوهة بفعل التقادم والإهمال، وهناك تجرية لمحطة راديو وتلفزيون العرب ART حين اعادوا نسخ الأفلام العربية القديمة الأبيض والأسود وبثوها نقية وفي غاية الوضوح دون أن يبدو عليها القدم وكأنها من إنتاج جديد.
- ثالثا: وضع خطة لإنشاء محطة جديدة لبث المواد الأرشيفية القديمة، مع الاهتمام بوضع خريطة فصلية لبرامج المحطة والابتعاد عن العشوائية في عرض البرامج، وتلفزيون الكويت يمتلك قنوات تلفزيونية عبر الأقمار الصناعية غير مستغلة الاستغلال الصحيح، كقناة KUWAIT FEED وقناة القرآن التي تعتمد على إذاعة القرآن الكريم في بثها، وقناة إثراء التي لا نعرف ما توجهها، وهناك قناة العربي التي من المفترض أنها قناة ثقافية، لكننا لا نشاهد فيها سوى الأفلام العلمية والوثائقية القديمة، دون الاهتمام بالشأن الثقافي الكويتي، ويمكن تحديد عمر القناة الجديدة بسنة ميلادية كاملة، ثم يتم تقييمها قبل انتهاء السنة وتحديد نجاحها من عدمه ومن ثم استمرارها أو إغلاقها بعد أن أدت ما عليها.
رابعا: وضع معايير دقيقة جدا لتكريم الشخصيات التي أسهمت في ظهور تلفزيون الكويت إلى الوجود وإلى استمراره ونيله المكانة المرموقة التي كانت له في السابق.
أخيرا، أرجو أن لا تمر هذه المناسبة دون اهتمام، فما أحوجنا اليوم إلى الاحتفالات وتجديد حياتنا المملة بالمهرجانات والأفراح، وفي الوقت نفسه تعريف الأجيال الجديدة برجالات الكويت الذين حفروا بالصخر لابراز اسم وطنهم.
*كاتب ومخرج مسرحي

الأحد، 29 أغسطس 2010

ليشات بدر محارب! (القبس)


ليشات بدر محارب
الكاتب والمخرج المسرحي بدر محارب له مدونة جميلة على الانترنت عنوانها دلق سهيل، ويبدو انه خصصها في الفترة الاخيرة لمتابعة اعمال رمضان الفنية، والنتيجة انه طلع لنا بشوية ليشات.. إنما إيييه...حاجة كده أبهة.. واللي يبي يعرف ليشات ابن محارب.. يتابعنا الان...

حضرة الضابط
يقول بدر محارب في سلسلة ليشاته:
ليش في كل مسلسلاتنا، الممثلون يقولون لضابط المخفر يا «حضرة الضابط»، مع إننا في الواقع عمرنا ما قلناها؟
ليش في كل مسلسلاتنا، الممثل يعطي الممثل ظهره للذي أمامه ويتكلم باتجاه الكاميرا؟
ليش في كل مسلسلاتنا، الممثل إذا أراد الانتقال الى موضوع مختلف عن اللي يتكلم فيه يقول «إلا ما قلت لي» ثم يدخل في الموضوع الجديد؟
وبعد.. بعد.. هناك المزيد من الليشات.. انتم بس خليكم معانا...

راح أوريك
يتابع محارب رحلة الليشات بمرارة الفنان الحقيقي على ما يجري:
ليش في كل مسلسلاتنا، الممثلين يستخدمون كلمة «راح» في كل جملة لهم، مثل «آنا راح أقولك» أو «آنا راح أوريك» أو «آنا راح أروح لهم»، مع العلم أن في استطاعتنا حذف كلمة «راح» ويستقيم المعنى، أو يمكن أحيانا نضيف حرف «ب» مثل «آنا بـروح لهم» بدلا من «آنا راح أروح لهم»؟

مناحة مكررة
ليش في كل مسلسلاتنا، يقول الممثل للممثل الآخر «إنت خايف من عنده» بدلا من قوله «إنت خايف منه»؟
ليش في معظم مسلسلاتنا، يجعلون الشخصية الظريفة والحبوبة تموت، ونرى مناحة من أهله واغنية على شكل موال أثناء دفعه على النقالة في المستشفى؟

ماكياج النوم
ليش في كل مسلسلاتنا، نرى البطلات في كامل زينتهن وماكياجهن، حتى حين يستيقظن من نومهن؟
ليش في كل مسلسلاتنا، نرى الممثلاث دائما بملابس السهرة حتى وهن في بيوتهن ويتناولن الغداء؟
ليش في كل مسلسلاتنا، الكويتيون لا يعملون إلا في الشركات؟
ليش وليش وليش؟!!!

صج ليش؟
صج ليش؟ طبعا احنا ما نضمن اننا بنلاقي الجواب.. محد فاضي يجاوب علينا او على بدر محارب.. الفنانون قصدي الطيور طارت بارزاقها.. وانتهى الامر.

الجمعة، 27 أغسطس 2010

ليش في كل مسلسلاتنا؟!!!

ليش في كل مسلسلاتنا، الممثلين يقولون لضابط المخفر يا (حضرة الضابط) ، مع إننا في الواقع عمرنا ما قلناها؟

ليش في كل مسلسلاتنا، الممثل يعطي الممثل ظهره للذي أمامه ويتكلم باتجاه الكاميرا؟

ليش في كل مسلسلاتنا، الممثل إذا أراد الإنتقال لموضوع مختلف عن اللي يتكلم فيه يقول (إلا ما قلت لي) ثم يدخل في الموضوع الجديد؟

ليش في كل مسلسلاتنا، الممثلين يستخدمون كلمة (راح) في كل جملة لهم، مثل (آنا راح أقولك) أو (آنا راح أوريك) أو (آنا راح أروح لهم) ، مع العلم أن باستطاعتنا حذف كلمة (راح) ويستقيم المعنى، أو يمكن أحيانا نضيف حرف (ب) مثل (آنا بـروح لهم) بدلا من (آنا راح أروح لهم)؟

ليش في كل مسلسلاتنا، يقول الممثل للممثل الآخر (إنت خايف من عنده) بدلا من قوله (إنت خايف منه)؟

ليش في معظم مسلسلاتنا، يجعلون الشخصية الظريفة والحبوبة تموت، ونرى مناحة من أهله واغنية على شكل موال أثناء دفعه على النقالة في المستشفى؟

ليش في كل مسلسلاتنا، نرى البطلات في كامل زينتهن ومكياجهن، حتى حين يستيقظن من نومهن؟

ليش في كل مسلسلاتنا، نرى الممثلاث دائما بملابس السهرة حتى وهن في بيوتهن ويتناولن الغداء؟

ليش في كل مسلسلاتنا، الكويتيون لا يعملون إلا في الشركات؟

ليش وليش وليش؟!!!

الأربعاء، 25 أغسطس 2010

ملوك الملاقة في شهر رمضان!


ملوك الملاقة
«ملوك الملاقة» قروب أنشأه الكاتب المسرحي بدر محارب على الفيس بوك، وفي تعريفه قال ان الهدف من القروب هو أن ينتبه بعض الممثلين لأنفسهم ويطورون أداءهم بدلا من النزول بالمستوى عاما بعد عام، والقروب لا يسأل عن مستوى الأعمال الفنية، لكن عن الممثلين والمذيعين اللي يعتقدون إن دمهم خفيف، ويتصنعون الظرافة وخفة الدم.
أما ملك الملاقة وملكة الملاقة اللذان سيفوزان هذا العام باللقب، فهذا لا يعني أنهم مليقين بأدائهم بشكل عام أو بشخصياتهم، بل لأدائهم لدور محدد في مسلسل أو برنامج في رمضان لهذا العام، يعني يمكن يكون عندنا فنان رائع جدا وكلنا نحبه، لكنه في رمضان لهذه السنة، قدم أداء مليقا وسخيفا، يجعلنا نتوّ.جه ملكا للملاقة، ليس لأعماله السابقة، بل لعمله في رمضان لهذا العام. والسالفة ما خلصت ...تابعونا!

النتايج بالعيد
يضيف بدر محارب في تعريفه للقروب: مجموعة ملوك الملاقة هي مجموعة او (قروب) لاختيار ملوك الملاقة. فمن هم ملوك الملاقة على شاشاتنا الصغيرة في هذا الشهر الكريم؟
ووجّه محارب دعوة لزوار القروب والمنتمين اليه لاختيار ملك وملكة الملاقة قائلا: اختر ملك الملاقة وملكة الملاقة لهذا الشهر، كلا على حدة، محليا وعربيا، وإن أمكن يستحب ذكر اسم البرنامج أو المسلسل الذي يظهر به المرشح والمرشحة!
والنتائج ستعلن بعد عيد الفطر السعيد.

المسلم والبلام
على فكرة : حتى ساعة كتابة هذه السطور كان ابرز المرشحين لنيل لقب ملك الملاقة عبد العزيز المسلم وحسن البلام.

يعقوب الملك
أما أنا المدعو ابو طبيلة فأرشح الفنان يعقوب عبدالله لكي يكون ملك الملاقة في هذا الشهر عن برنامجه اللعب فلة... مع العلم ان احدى المشاهدات اتصلت بنا لتقترح اسما لائقا للبرنامج غير اسمه الحقيقي ، ورغم مناسبة الاسم جدا لطبيعة البرنامج وما يحدث فيه، الا اننا لن ننشر الاسم المقترح، خوفا على الذوق العام!
.. وصح لساني

السبت، 14 أغسطس 2010


الدكتور البغدادي ... عاشق الحريّة

*بدر محارب

رحل عنا المفكر الدكتور أحمد البغدادي تاركا وراءه إرثا أدبيا رائعا خالدا، رحل عنا بعد أن غرز أوتادا راسخة وثابتة من تجربته وعلمه وفكره التنويري ستكون معينا للأجيال القادمة ومرجعا هاما لا يمكن تجاهله في المستقبل إن حان أوانه.
يمكن اعتبار الدكتور البغدادي أول سجين رأي في كويت ما بعد الدستور، بعد أن دفع ثمن التعبير عن رأيه في لقاء نُشر في صحيفة جامعية مغمورة، وبعد سنوات اكتشفت القائمة المنافسة للقائمة صاحبة هذه الصحيفة هذه المقالة ، فأقاموا دعوى قضائية ضد الدكتورالبغدادي، كان هدفهم الأول منها – وربما الوحيد - هو التشهير بالقائمة المنافسة، والنيل منها لإضعاف موقفها في الإنتخابات الجامعية، فأصدر القضاء حكمه الشهير بسجن الدكتور البغدادي لمدة شهر، قضى نصفها، ثم صدر عفو أميري من الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد.
كنا – ولا زلنا - نجتمع في أحد المقاهي ، مجموعة رائعة من الشباب و"الشيوخ" المثقفين، كان المقهى بمثابة صالون ثقافي جميل، يتحدث فيه الجميع بحرية دون قيود، ولا يخلو المجلس من دعابات من هنا وهناك كان يقودها غالبا الدكتور البغدادي أحد شيوخنا في المقهى، فهو محب للفكاهة حين تكون في موضعها، وتجده في غاية الجدية حين يتطلب النقاش ذلك، فكان يجبرك على الاستماع إليه حين يتحدث، حتى وإن خالفته الرأي، وفي الوقت نفسه كان مستمعا جيدا، يصيخ السمع لمن يطرح رأيا مخالفا أو مؤيدا له.
هو صاحب مبدأ لا يحيد عنه مهما تكاثرت عليه السهام، واقعي جدا في آراءه وإن رآها المخالفون تطرفا، لم يهن أويضعف أمام هجوم كتبة التيار المخالف له، ولم يتنازل عن مواقفه التي سطرها في مقالاته، بل زاده هجومهم عليه اصرارا وبحثا عماّ يسند رأيه وموقفه، فاحترمه خصومه قبل أصدقاءه.
لا يمكن أن نغفل الحريات عند الحديث عن فكر الدكتور البغدادي، فهو عاشق متيم للحريات، وهو مدافع صلب عن حرية التعبير، كتب مرارا محذرا من خطورة إقرار قانون المطبوعات الجديد، فأقر القانون وظهرت مساوئه بعد ذلك على بعض الكتّاب وعلى حرية التعبير، فخرج المعارضون للقانون، وتصايح المطالبون بتعديل مواده، ولا ننسى ما حيينا موقفه الواضح والصريح في مجزرة الكتب التي تُقام كل عام في معرض الكويت للكتاب، فهو لم يكتف بإعلان رفضه لتلك الرقابة من وراء مكتبه، بل خرج وقاد الاعتصامات التي ترفض الوصاية على الفكر وتحدد للناس ماذا يقرأون ولمن! وكان وجوده بين تلك الجموع محفزا ومشجعا لهم على الإستمرار في رفض تلك الوصاية.
والدكتور أحمد البغدادي مؤمن بأن فصل الدين عن الشأن العام هو الحل لفك أسر حرية التعبير، مع الأخذ بالإعتبار عدم نبذ رجل الدين من الحياة، بل تحديد دوره في الشأن الشخصي للراغب في طلب الفتوى، وتحصين هذا الفصل بنص دستوري واضح.
إن الحديث عن الدكتور أحمد البغدادي في مقالة واحدة فيه ظلم كبير لتاريخ وفكر ونضال علم من أعلام الفكر الحر في العالم العربي، لكنها شهادة متواضعة في حقه، ولقد حاولت قدر الإمكان التخفيف من استخدام مفردة "كان" في هذه المقالة ، فالدكتور أحمد البغدادي، ورغم رحيله عن دنيانا ، لن نذكره بـ"كان"، لأنه سيبقى دائما - كما هو باق الآن - بيننا بمقالاته وكتبه وبحوثه وعقول مريديه.

*كاتب ومخرج مسرحي

الخميس، 12 أغسطس 2010

وزير مالية يجهل مواعيد صرف الرواتب !!!!

وزير المالية مصطفى الشمالي لصحيفة "الراي" : سنعمل على تقديم موعد صرف رواتب أغسطس للموظفين ابتداء من الـ20 منه وحتى الـ25 - كويت نيوز
انتهى،،،،،

يبدو أن صاحب السعادة الوزير ما يدري عن مواعيد صرف الرواتب للموظفين، لأن من 18 إلى 25 هو الموعد الطبيعي لصرف الرواتب!!
واضح إن سعادته يجهل أيضا مواعيد صرف راتبه من البنك، لأن موارده الأخرى تغنيه....
وتبون المسؤولين يحسون بهموم ومعاناة الناس؟!!

خيبة فنانينا!


سألت مقدمة برنامج "بدون رقابة" الممثلة المصرية غادة عبدالرازق عن رأيها في محاكمة المفكرين على أساس أفكارهم مثل نصر حامد أبو زيد ونوال السعداوي وابتهال الخطيب!
فأجابت الفنانة "القديرة" : يعني إيه محاكمتهم على أفكارهم؟ أنا مش فاهمة! وبعدين الأسماء دي أول مرة أسمع عنها!
فأعادت عليها المقدمة: ما سمعتيش بنوال السعداوي؟
فقالت النجمة غادة: لا، ما سمعتش فيها
يا سلام على ثقافة الفنان لدينا، ثم نجد أمثال غادة عبد الرازق يضحكون على ضحالة تفكير شعبان عبدالرحيم!!!
هذه السطحية تنطبق أيضا على كثير من فنانينا الكبار والصغار في الكويت والخليج.

ليش الكذب؟!!!

قبل رمضان :
أعلن وزير المالية مصطفى الشمالي لـ «الراي» أن رواتب موظفي الدولة عن شهر اغسطس الجاري ستكون في جيوبهم قبل دخول شهر رمضان المبارك، مؤكداً «أن الحكومة تتلمس هموم المواطنين وشؤونهم في المناسبات التي تحتاج إلى تجهيزات استثنائية اعتاد عليها المجتمع الكويتي».وأضاف الشمالي «أن الحكومة وكعادتها، ستشارك المواطنين فرحتهم بعيد الفطر السعيد بصرف راتب شهر سبتمبر قبل حلول عطلة العيد». الرأي 6/8/2010

وعندما بدأ رمضان دون صرف الرواتب:
عن تصريح الشمالي تساءل البراك: « كيف لنا ان نثق بالحكومة في تنفيذ خطة التنمية وهي عجزت ان تدبر على لسان وزير ماليتها رواتب أغسطس قبل حلول رمضان».
أضاف: «أنا لا أستغرب من وزير المالية ولكنني استغرب من المواطنين الذين صدقوه»، معتبرا أن الشمالي «ورّط الأسر وجعلها تفقد الثقة في أي تصريح حكومي».
الرأي 12/8/2010
----------------------
إذا كان البشت الذي يرتديه سعادة معالي الوزير - طال عمره - أغلى من إجمالي راتب موظف درجة الأولى قبل الاستقطاعات، فكيف سيشعر بهموم ومعاناة المواطنين؟

الأحد، 8 أغسطس 2010

لن ننســـاك يا بو أنور

توفى المفكر الكويتي د.أحمد البغدادي بعد صراع مع المرض في مستشفى الشيخ خليفة بأبوظبي

لن ننساك ولن تنساك الكويت يا بو أنور


السبت، 7 أغسطس 2010

اليوم الذي تمنيت فيه الموت!

في ذكرى الاحتلال الغاشم لوطني، أكتب هذه الشهادة

أثناء الحرب الجوية لتحرير وطني الحبيب، التي ابتدأت في يناير من عام 91 ، جلست مع الصديق حسين في حوش منزله بالجابرية ندخن من سجائر أربد الأردنية، وحسين بالمناسبة هو مالك البيت الذي استأجرت منه شقة قبل تعرض الكويت للاحتلال، فلم أغادرها حتى تم التحرير، كنا نتحدث قليلا ونصغي أكثر للمذياع الذي كانت موجاته لا تستقر على محطة بعينها، فمن أخبار قطر إلى أخبار البي بي سي إلى أخبار صوت العرب إلى صوت أمريكا ، كنا نستمع للأخبار في المذياع وفي نفس الوقت نرهف السمع لأصوات طائرات التحالف وهي تحلّق عاليا في سماء وطننا المحتل، ثم يعقب ذلك صوت قصف لمواقع الجنود العراقيين على حدودنا والمختبئين في الخنادق، وكنا نحزن ونشعر بالأسى الشديد في اليوم الذي لا نسمع فيه هدير طائرات التحالف ولا قصفهم، كنا نترقب يوم التحرير بشوق لا يمكن وصفه، ونتخيل وطنا يعود حرا، وطنا جديدا، جميلا، بلا نفاق أو فساد، كنا نرسم صورا جميلة لوطن ما بعد التحرير.

في ذلك الوقت كثر الحديث وترددت إشاعات كثيرة عن انسحاب جنود الإحتلال، ثم طفت على السطح شائعات تتحدث عن إنسحاب جزئي، ثم لا انسحاب، وكان يُرافق ذلك ، الحديث عن الحرب البرية وتحرير الكويت، ثم حديث آخر عن تأخير الحرب البرية وأن الأمور قد تطول، حتى بلغ مني اليأس مبلغه، وتلفت الأعصاب، وأمام صديقي حسين في الحوش صرخت بلا وعي، فليقوموا بقصف الكويت وليبيدونا ومعنا جنود الإحتلال، فالمهم أن يرجع الوطن، ويعود النازحون إليه ليعمروه ثانية، وطن جديد يصحو عملاقا من تحت الركام والدمار.

وقتها وفي لحظة معينة، كان لي رأي واضح وحاسم، كنت مستعدا لأن تتم إبادتي ومعي كل أهلي، في سبيل أن يعود الوطن حرا محررا .

واليوم بعد أن عاد الوطن مستقلا حرا كريما، وبعد مرور عقدين من الزمان، وبعد أن تحطمت الصورة الجميلة التي تخيلتها أيام ما قبل التحرير عن وطني الجديد، وبعد انتشار الفساد على سطحه، وتفشي سرقات المال العام، وانتقال الكومبارس للصفوف الأمامية، أتساءل بيني وبين نفسي، هل لا زلت عند رأيي السابق؟

أعتقد، نعم

لأول مرة على اليوتيوب أغنية "على خدي" للفنان الخالد عبد الله فضاله

الجمعة، 30 يوليو 2010

محنة بيدرو غونزاليس - القبس - 29/7/2010


جلس بيدرو غونزاليس في مقهى صغير من مقاهي قرية سالسا في جمهورية الموز يحتسي التكيلا المكسيكية بهدوء ويفكر في حالته البائسة، حتى غط في نوم عميق، أو قل هو موت مؤقت، فهو إن نام من أثر الشراب، لا يشعر بما يدور حوله من ضجيج وصياح رواد المقهى، وهو لا يقدر على مقاومة النوم وخاصة إذا كان ارتوى من الشراب، وقد أكثر اليوم، حتى كاد أن يصل للدودة في قعر الزجاجة.
وبينما هو في نومه، يحلم أحلاما وردية، لا تعكس واقعه مطلقا، دخل المقهى أحد أقارب رئيس الحكومة في جمهورية الموز، محاطا بكوكبة من حماية الشخصيات والأصدقاء والصديقات، فانتبه الجميع لدخولهم، ووقفوا احتراما لمقدم قريب الحكومة الكريم، وتوقفت الحركة تماما في ذلك المقهى، وساد المكان صمت عميق، لم يكن يُسمع فيه سوى شخير بيدرو غونزاليس الذي لفت انتباه ذلك القريب، ولفت أيضا انتباه نادل المقهى الذي حاول ايقاظ بيدرو مرة برفسه خفية ومرة أخرى بقرصه على ذراعه ووجنته وأذنه، ولكن لا حياة لمن تُنادي، فبيدرو لم يكن يشعر بأي شيء، نظر قريب رئيس الحكومة لبيدرو، ثم همس لمرافقه، الذي همس له هو الآخر، ثم خرج الموكب كما دخل.
تنفس الجميع الصعداء، وأسرع جزء منهم مهرولا لمنزله خائفا، بينما عاد جزء لمتابعة ما كان يفعله قبل دخول قريب الحكومة، وتجمع الجزء الأخير حول بيدرو يُحاولون ايقاظه بشتى الطرق حتى أفاق أخيرا بعدما سكبوا سطلا كبيرا من الماء البارد على رأسه، نظر بيدرو للجميع مستغربا تجمعهم حوله، فشرحوا له جنايته الكبرى، وجريمته التي لا تُغتفر، لم يُصدق بيدرو حديثهم في البداية، لكن حين زال أثر الشراب، وتأكد من صدق لهجتهم، صدقهم، ولكن ليتهم كانوا يمزحون، صفع بيدرو نفسه عدة صفعات يعاقبها على استغراقها في النوم في لحظة دخول الضيف المهم، لكن هذا لم يكن سوى شيء بسيط أمام ما قاله له رواد المقهى فيما بعد، فقد أخبروه بأن الضيف قد سأل عنه مرافقه الذي أخبره باسمه وعنوانه، فمواطنو قرية سالسا معروفون جميعا بالاسم والعنوان، هنا زاد بيدرو من قوة الصفعات على وجهه، التي تحولت للطم عنيف ونحيب مزعج، حتى أوقفه أصدقاؤه، وتعاونوا على تقييده كي لا يقتل نفسه صفعا ولطما، وهدأوا من روعه، وخففوا عليه مصيبته، رغم أن مصيبته كبيرة، وأخبروه في محاولة منهم للتسرية عنه بأن مدير المخابرات سيطلبه لا محالة، ليوقع به أشد انواع التنكيل والتعذيب، نتيجة لعدم احترامه للوجهاء، وأخبروه بأن التعذيب القاسي الذي سوف يلقاه لا يُعادل شيئا أمام الإهانات التي سيتلقاها في بيته حين يقتحمون عليه داره وهو نائم، ويشبعونه ضربا وإهانات أمام زوجته وأبنائه، قال رفاقه ذلك وهم في نيتهم التخفيف عنه وتنبيهه.
قضى بيدرو ليلته تلك في حالة يُرثى لها من الرعب، لم يغمض له جفن، وبقي ساهرا بانتظار رجال المخابرات كي يقتحموا داره ويقتادوه للعاصمة مكبلا ومُهانا، ليمثل أمام مدير المخابرات، ولم يخبر زوجته بالأمر، بل كتم مصيبته في قلبه وصمت.
وانقضت أول ليلة، ولم يأت أحد لاعتقال بيدرو، وفي الليلة الثانية، تشاجر مع زوجته، بسبب سوء حالته النفسية، وارهاقه لعدم نومه ليلة كاملة، وزوجته التي لا تعلم عن مصيبته تُطالبه بالخروج والعمل كالرجال، فكان يرفض متعللا بالتعب والإرهاق، بينما هو في الواقع كان يخشى أن يخرج، خوفا من أن يأتي رجال المخابرات فلا يجدوه، فيضطروا للحضور ليلا وجره أمام زوجته وأولاده، لذلك كان يُفضل أن يعتقلوه نهارا حين لا يكون أهل بيته نياما، وذلك تحاشيا لإرعابهم.
وفي الليلة الثانية، لم يأت. أحد ايضا، وكان الإرهاق قد بلغ منه كل مبلغ، فهو لم ينم لليلة الثانية، منتظرا رجال المخابرات، وقد تصاعد النزاع بينه وبين زوجته فخرجت غاضبة منه إلى بيت والدتها وأخذت الأولاد معها، وكم كان هذا التصرف مريحا له، فهو الآن جاهز للاعتقال، ولن يُشاهده أحد وهو يتلقى الإهانات والصفعات في منزله.
وانقضت الليلة الثالثة، وبيدرو لا يزال ساهرا لم يلامس النوم جفنيه، ومع ذلك فلا أثر لرجال المخابرات، وهذا التأخير في حضورهم أتاح له الوقت الكافي للتفكير، فقرر ألا يجلس قي بيته ببيجامته أو بأي ملابس خفيفة، خشية أن يعتقلوه، ويسحبوه وهو مرتديا ملابس المنزل الرثة، فقرر أن يرتدي بذلته الرسمية ولا ينزعها مطلقا حتى انتهاء اعتقاله واستلام حصته من التعذيب والتنكيل لدى رجال المخابرات.وفي الليلة الرابعة، كان بيدرو يتخبط في داره، ويتجول كالمخمور من شدة الإرهاق، فهو لم ينم منذ ثلاثة أيام منتظرا وصول رجال المخابرات، وأصبح اصطدامه بحوائط داره شيئا اعتياديا، والهذيان صار رفيقه، فكان يقف ببدلته الرسمية على الكنبة، أو يتحدث مع الثلاجة مداعبا، أو يقف مستندا برأسه على الحائط كي لا ينام، لأنه إن نام فقد يأتيه رجال المخابرات بغتة وهو نائم.
ومرت الليلة الرابعة ثم الخامسة فالسادسة، وبيدرو يُقاوم النوم، ويُحاربه بكل ما أوتي من قوة، وأخيرا قرر أمرا.
في القطار المتجه للعاصمة، أغمض بيدرو عينيه، مستمتعا بالنوم الذي حُرم منه ستة أيام، نام وهو يعلم بأن رجال المخابرات لن يعتقلوه وهو في القطار، وان فعلوا ذلك واهانوه، فهنا لا يعرفه أحد، ولن يشعر بأي احراج.
أطلق القطار صافرته معلنا وصوله للعاصمة، وتطوع أحد المسافرين بايقاظ بيدرو الذي كان يغط في نوم لا يخلو من احلام المخابرات واستجوابهم له وتعذيبه.
خرج بيدرو من محطة القطار، واستقل التاكسي طالبا منه التوجه لإدارة المخابرات، وأعجبه الشعور بالتعالي والقوة حين شعر بأن سائق التاكسي قد توجس منه خيفة، وازداد ذلك الشعور تعاليا وغطرسة حين رفض السائق استلام الأجرة منه.
توجه بيدرو لمكتب مدير المخابرات مباشرة حين وصوله لمبنى الإدارة، ودخل على المدير بلا استئذان، رغم محاولات السكرتيرة لمنعه.
نظر مدير الاستخبارات لبيدرو مشمئزا، ثم أشار للسكرتيرة بالخروج، وطلب من بيدرو الجلوس، الذي رفض طالبا من المدير سماعه أولا، هز المدير رأسه مبتسما، وانتظر من بيدرو أن يتكلم، أغمض بيدرو عينيه ثم فتحهما بسرعة وهو غير مستوعب أنه أمام مدير مخابرات جمهورية الموز، ثم رتب أفكاره بسرعة وقال:
ــــ سيدي، أنا بيدرو غونزاليس، بالتأكيد سمعت عني... كنت أنتظر رجالكم منذ ستة أيام كي يعتقلوني، لكنهم لم يأتوا، سيدي، لقد طردت زوجتي وأولادي خشية أن يروني معتقلا ومُهانا، وارتديت بذلتي الرسمية كل هذه المدة لا أنزعها بانتظاركم، حتى اني كنت أدخل الحمّام بها، ولم أنم منذ ستة ايام، ومع ذلك لم يظهر أحد من رجالكم... سيدي، أرجوكم اعتقلوني، وعذبوني، كي أخلع هذه البذلة، وأستطيع النوم كما اعتدت سابقا، سيدي أرجوك اعتقلني وعذبني كي أرتاح وأعيد زوجتي وأولادي فقد اشتقت إليهم، سيدي أرجوك اعتقلني وعذبني كي أخرج للبحث عن عمل... سيدي أرجوك اعتقلني وعذبني.
نظر مدير المخابرات لبيدرو نظرة مريبة وصرخ به:
ــــ هيه... هل أنت مجنون؟!!!
صاح بيدرو بمدير المخابرات:
ــــ نعم أنا مجنون... مجنون لأني انتظرتكم طوال هذه المدة ولم يظهر أحد... والآن يا سيدي... أرجوك اعتقلني... ثم أرسل رجالك ليعلقوني في المروحة، وليجلدوني بسلك الكهرباء كي أستطيع النوم.. أرجوك سيدي...
هنا اقترب مدير المخابرات من بيدرو، ووجه له صفعة عنيفة أدارت له رأسه، ووضعت أثرا على وجهه، ثم صاح بمعاونيه أن يخرجوا هذا المجنون من مكتبه.
وفي تلك الليلة، عاد بيدرو إلى داره يرقص ويغني، فرحا، مرتاح البال، فمدير المخابرات صفعه فقط، ولم يعذبه ويقتلع أظافره، دخل داره سعيدا، فنزع بذلته، وارتدى بيجامته، ثم نام كما لم ينم طوال حياته، رغم أن اصابع مدير المخابرات لا زالت آثارها واضحة على صفحة وجهه اليسرى.
بدر محارب

الأربعاء، 21 يوليو 2010

ثقافة الحرية و العبودية


ثقافة الحرية و العبودية

عندما قال العبد لسيده : لقد غيّرت رأيي.. لا أريد حريتي!

في القرن التاسع عشر كانت السفن الكويتية تمخر البحار وتعبر المحيطات للتجارة والبحث عن لقمة العيش، حتى وصلت الى سواحل القارة الهندية في آسيا، وعادوا منها محملين بالتوابل والأخشاب والعطور، ثم اتجهت سفنهم الى أفريقيا وسواحل زنجبار والصومال ومدغشقر وممباسا وعادوا منها محملين بالبضائع النفيسة والعبيد.

كان آدم من عبيد أحد الشيوخ، وقد ترعرع في بيت الشيخ حتى تزوج وانجب اطفالا، عاشوا جميعا في كنف الشيخ كافراد، وإن ظلوا عبيدا.

على الجهة المقابلة لبيت الشيخ، كان يقع البيت الكبير للتاجر المعروف عبد اللطيف، الذي كان من اخلص رفاق الشيخ، وكان من عادة التاجر عبد اللطيف أن يخص الشيخ بهدية، في كل مرة تصل بضاعته من الهند أو السند او أفريقيا، لكنه هذه المرة قدم للشيخ هدية رائعة عبارة عن سيارة جميلة، لا مثيل لها في المنطقة.

فرح الشيخ بالسيارة، وخرج بها عدة مرات مزهوا وفخورا بهذه الآلة الحديدية التي لم ولن يجود الزمان بمثلها، لذلك قرر الشيخ رد الهدية للتاجر الصديق، ومكافأته، فناداه ذات يوم وأخبره بأنه سيهديه أحد عبيده الأشداء، واختار له العبد جوهر الابن البكر للعبد آدم، شكر عبد اللطيف الشيخ وخرج ومعه عبده الشاب جوهر، سعيدا بتلك الهدية الغالية في معناها، وهو رضا الشيخ عليه، بينما كانت أم جوهر تختلس النظر من بعيد لابنها وهو يغادر المنزل، ودمعة سخينة تتحدر على وجنتها، مسحها آدم أبو جوهر الذي كان يقف خلفها يُتابع رحيل ابنه، وسحب زوجته للداخل.

عاش جوهر في المنزل الكبير للتاجر عبد اللطيف سنين طويلة، كبر وصادق أبناءه، حتى حانت منية عبد اللطيف، وتوفاه الله تاركا لأبنائه ثروة طائلة وعددا من المنازل الكبيرة، وقلة من العبيد.

تقاسم أبناء عبد اللطيف ثروة والدهم واملاكه، وكان العبد جوهر من نصيب الابن الأكبر محمد الذي استمر على عادة والده باهداء الشيخ كل جديد من بضاعته الآتية من آسيا وافريقيا، مما كان ينال رضا الشيخ دائما.

كان جوهر دائم الالحاح على سيده محمد بأن يعتقه ويحرره، أسوة بكثير من العبيد في البلد، ممن أعتقوا وتسموا بأسماء سادتهم، واصبحوا أحرارا، يُديرون حياتهم بأنفسهم، بلا أوامر من أحد، او تشغيلهم كعبيد سخرة بلا مقابل أو أجر.

كان محمد يستمع لعبده، ويبتسم ويؤجل اعطاءه حريته بكلمتين «يصير خير»، واستمر إلحاح جوهر، ومماطلة محمد عدة سنين حتى كان ذلك اليوم الذي استدعى فيه الشيخ التاجر محمد.

أسرع محمد يتبعه عبده جوهر للشيخ، وما أن مثل محمد بين يدي الشيخ، حتى صاح به الشيخ:
كيف تجرؤ يا محمد على بيع أخشابك بأسعار أرخص من اسعار الأخشاب التي أبيعها؟ هل تريد خسارتي وإفقاري؟ هل تتآمر علي؟

رد محمد بارتباك وهو يرتجف من الخوف: صدقني ياشيخ لم أكن أعلم باسعار أخشابك طال عمرك.. اعذرني واسمح لي وامسحها بلحيتي.. حقك علي يا طويل العمر.. وانت تامر وآنا حاضر وتحت أمرك. نظر الشيخ لمحمد المذعور وابتسم : احرق كل الأخشاب الموجودة لديك.. لا اريد منافسا لي..

هز محمد رأسه بخضوع وخنوع: حاضر طال عمرك.. من اليوم.. بل من هذه اللحظة سأحرق كل الاخشاب الموجودة في مخزني..

نظر إليه الشيخ بازدراء وقال: انتظر.. لدي فكرة أخرى..

هز محمد رأسه مرة اخرى مبتسما رغما عنه وقال: أنت تامر طال عمرك..

طفح البشر والرضا على وجه الشيخ وهو يقول: بدلا من حرق أخشابك.. واهدارها.. وتلويث الجو بالدخان وتلويث الارض بالرماد الاسود الكالح.. أرسل عمالك لنقل كل أخشابك لأخشابي.. وهكذا تنال رضاي..

صاح محمد بفرح: ونعم الراي طال عمرك.. الآن سأرسل عمالي وسينقلون لك كل الأخشاب.. ما يهمني طال عمرك هو رضاك فقط.. واتجه محمد مسرعا إلى الشيخ وقبل راسه وأنفه وخرج مهرولا وخلفه عبده جوهر الذي أخذ يهرول خلفه محاولا الإمساك به، حتى نال التعب من التاجر محمد، فتوقف قليلا وهو يلهث، ونظر إلى عبده جوهر الذي وصله وهو يلهث أيضا.. وقال لعبده:
ما رأيك ؟ لقد أحسنت صنعا في ردي على الشيخ..

نظر جوهر الى سيده نظرة تحمل الكثير من الشفقة.. وهز رأسه ساخرا وقال:
عمي.. لقد غيّرت رأيي.. لا أريد حريتي..
فما أراك إلا أكثر عبودية مني..
هل رأيت يا عمي في حياتك عبدا يطلب الحرية من.. عبد ؟!!!

القبس 21/7/2010

على من تقرأين مزاميرك يا رولا!


برز الثعلب يوما في ثياب الواعظينا

فمشى في الأرض يهدي ويسب الماكرينا

إنهم قالوا وخير القول قول العارفينا

مخطىء من ظن يوما أن للثعلب دينا

رولا دشتي ... كلاكيت ثاني مرة!


من عام 2008 والعمل جاري على قدم وساق لجمع المال لبناء المقر ،
فهبطت عليهم 3 ملايين دينار وهم لا يحتسبون!

ما يُخدم بخيل يا رولا دشتي!

أصبحت الأمور عندنا بين الحكومة والنوّاب تُدار بواسطة هات وخذ، وعلى عينك يا تاجر، وما يُخدم بخيل يا نائب، اخدمني وأخدمك، فبعد وقوف النائبة سلوى الجسار مع الحكومة في كل توجهاتها ، ووقوفها مع كل أخطاء الحكومة وخطاياها، ثم دفاعها المستميت والواهي عن وزير الداخلية في استجوابه وترحيبها بمراقبة هواتف النواب، تحت مبرر مثل شعبي "لا تبوق ولا تخاف" ، ضاربة عرض الحائط بالمبادىء، والخصوصيات التي كفلها الدستور، وبعد قولها المأثور أن "الفساد ظاهرة صحية"، وبعد حكمتها الأخرى " لا تسيّسوا السياسة"، قامت الحكومة وبكل اخلاص بمكافأتها على مواقفها المتخاذلة تجاه الشعب، بتعيين زوجها مديرا للهيئة العامة لشئون المعاقين.

ثم جاء دور مكافأة النائبة رولا دشتي والتي كانت في استجوابي وزير الداخلية، حكومية أكثر من الحكومة نفسها، ولو وظفت الحكومة جيشا من المحامين لما استطاعوا التفوّق على رولا في استماتتها في الدفاع عن وزير الداخلية، وطبعا كان أكثر دفاعها - إن لم يكن كله - واهيا وضعيفا، لأنها هي نفسها غير مقتنعة بما كانت تردده، ثم انتقلت إلى موقف آخر لتثبت للحكومة أنها ابنتهم المتفانية فحين طرح موضوع شراء الفوائد للتخفيف عن المواطنين، بدأت في شد شعرها، وطغى صراخها على الجميع حتى بُح صوتها، ، بل أن الحكومة حين لاحظت هستيريا النائبة رولا ووقفها ضد المشروع نيابة عنها، لم تكلف نفسها تبرير رفضها للمشروع، واكتفت بهستيريا رولا دشتي التي أخذت تجري من فضائية إلى فضائية أخرى ومن صحيفة إلى مجلة، وهي تولول رافضة المشروع بحجج واهية، كان يمكن دحضها من طفل صغير لا يفقه في الاقتصاد، لكنها كانت مصرة على التأكيد للحكومة أنها معهم على الحلوة والمرة، وكانت تقول للمواطن إذا مو عاجبك موقفي روح اشرب من البحر، وشرب المواطن من البحر، ووقف أعضاء الحكومة ورئيسها يصفقون بحماس منقطع النظير لابنتهم التي أحسنوا تربيتها، وكان لا بد من مكافأتها، فأرسل وكيل وزارة الشؤون لوكيل وزارة المالية يطلب منه الإيعاز لجهة الاختصاص لصرف مبلغ لاستكمال وبناء مقر الجمعية الاقتصادية الكويتية بقيمة 3000000 دينار كويتي ، نعم الرقم صحيح، ثلاثة ملايين دينار كويتي، وهو مبلغ لاستكمال، لا لشراء أرض ألفين متر مربع ثم بناءها، بل لاستكمال مقر الجمعية ، وهي للعلم، جمعية ذات نفع عام تترأسها النائبة الفاضلة رولا دشتي الحريصة على المال العام كما حاولت إيهامنا بذلك حين وقفت ضد موضوع شراء الفوائد للشعب المطحون.

مبروك يا رولا دشتي، فقد ضمنت انتخابك لأكثر من دورة في الجمعية الاقتصادية، ولن أتكلم عن المبلغ الذي سيتبقى من الثلاثة ملايين دينار، ولمن سيذهب، وأتركه لأولي الألباب.


مصدر الوثيقة الأصلي من صحيفة الآن الإلكترونية - تحرير مدونة دلق سهيل

الثلاثاء، 13 يوليو 2010

الأربعاء، 7 يوليو 2010

أيام الفرح

بمناسبة احتفال العالم هذه الأيام بكأس العالم عادت بي الذاكرة للعام 1974 وهو بالمناسبة ، العام الذي شهد دخول التلفزيون الملون إلى الكويت، وأتذكر أن أول نقل تلفزيوني ملون لتلفزيون الكويت كان نقله للمباراة الودية بين منتخب الكويت ومنتخب المغرب وكانت استعدادا لدورة الخليج الثالثة والتي أقيمت في الكويت وأتذكر أن منتخبنا قد فاز في تلك المباراة بنتيجة 2/0 ، ثم طافت بي الذاكرة إلى مباريات كأس العالم في تلك السنة ، وكانت في أيام الصيف في مثل هذه الأيام، وأتذكر أن المباريات في تلك الفترة كانت تُنقل على تلفزيون الكويت مباشرة ، ومن الأمور التي لا أنساها في تلك الفترة مشروع "الترويح السياحي" الذي كان يُشرف عليه الراحل صالح شهاب وكيل وزارة الإعلام لشؤون السياحة كما أتذكر، كان رجلا مجدا ، لا يكل ولا يمل، في سبيل انجاح برامج الترويح السياحي، والتي كانت تقدمها الدولة للمواطنين والمقيمين الذين لا يغادرون البلد في تلك الفترة الساخنة والملتهبة، فكانت تقام العروض للفرق الشعبية والفرق الفولوكلورية الزائرة في كل أنحاء الكويت وفي جميع مناطقها القريبة والبعيدة، وكانت مواقع العروض في الأماكن العامة كالحدائق بالنسبة للعروض المحلية الشعبية، وفي مسرح الأندلس للفرق العربية والأجنبية الزائرة.

في تلك الفترة، طرأ تغيير على برامج الترويح السياحي، فكأس العالم حدث كبير، لا يجب أن يمر مرور الكرام أثناء إقامة الترويح السياحي ، فتم شراء كميات كبيرة من أجهزة التلفزيون الملونة، وتوزعت تلك الأجهزة على الحدائق العامة، كي يُتابع الجمهور في الكويت تلك المباريات بالألوان، أثناء زيارته للحدائق العامة، التي كانت تستضيف الفرق شعبية ، فكانت فترة من الفترات التي لا أنساها ، وبما أني من سكّان منطقة الفيحاء العامرة، فقد كنت ومعي الأصدقاء، نتوجه مساء كل يوم مشيا على الأقدام إلى حديقة جمال عبد الناصر في منطقة العديلية الغربية (الروضة حاليا)، وكنا نلعب الكرة هناك ثم نتوقف لمتابعة مباريات كأس العالم بالألوان، وصوت الفرقة الشعبية يصدح في الحديقة.

وعند الحديث عن برامج الترويح السياحي، لا بد من الحديث عن عراب هذه البرامج وهو الأستاذ صالح شهاب، هذا الرجل الذي هاجمته الصحف في تلك الفترة، وسخرت من عمله لمحاولته الدؤوبة والجادة لتاسيس سياحة داخلية، فكتبت المقالات الساخرة في الصحف تنتقده وتستهزىء بما يعمله، وانتشرت الكاريكاتيرات التي كانت تهاجمه وتسخر منه في الصحف المحلية ، وأشهرها ما كان يرسمه الرسام الراحل أنور امين في مجلة النهضة وجريدة الرأي العام ، لكنه لم يهتم بكل ذلك وواصل عمله، بل وأقدم على فعل فاجأ الجميع ، وضرب أروع الأمثلة في وعيه ورحابة صدره واستعداده لتقبل الرأي الآخر، فهو لم يشتكِ تلك الصحف في المحاكم ولم يقاطعها، ولم يحوّل رسامي الكاريكاتير إلى النيابة ، فما فعله كان شيئا نادرا من الصعب فعله هذه الأيام، ويوضح الصورة التي كان يفكر بها رجال تلك الفترة، فماذا فعل؟

أقام معرضا فنيا يحوي كل الكاريكاتيرات التي سخرت منه ومن عمله، ودعى إليه الصحافة والتلفزيون وافتتحه بنفسه.

كانت أيام جميلة، وكان هناك رجال يعملون بصدق وجد وأمانة ، كالراحل صالح شهاب .


(الراحل صالح شهاب - يمينا- وهو يستقبل فرقة فنية زائرة للكويت ايام الترويح السياحي من موقع تاريخ الكويت)

(برامج الترويح السياحي في تلفزيون الكويت عام 1981 من موقع نايس كويتي)

بحث هذه المدونة الإلكترونية