بدر محارب* - القبس
للتلفزيون المصري تجربة رائدة ورائعة اليوم، فقد انطلقت قناة «التلفزيون العربي» بمناسبة احتفال التلفزيون المصري بيوبيله الذهبي ومرور 50 سنة على إنشائه، وهي قناة متخصصة في بث المواد التلفزيونية القديمة التي تم انتجت في الـ15 سنة الأولى من انطلاق بث التلفزيون المصري، وتشمل هذه المواد، أغاني ومسلسلات وبرامج منوعة، مع شريط أسفل الشاشة يحمل معلومات وبيانات مهمة عن تاريخ التلفزيون المصري، بالإضافة إلى قيام الدولة بتكريم الشخصيات المؤسسة والمؤثرة في مسيرة هذا الصرح الإعلامي الكبير.
ما يهمنا هنا هو أن تلفزيوننا العتيد، تلفزيون دولة الكويت، سيحتفل بيوبيله الذهبي ومرور 50 سنة على إنشائه يوم 15/11/2011، فماذا أعدت وزارة الإعلام لهذه المناسبة؟ ام إن هذا اليوم سيمر مرور الكرام وينتهي دون أن يشعر بأهميته أحد؟
الوقت لا يزال كافيا للتفكير في خطة الاحتفال، ويمكن الاستفادة من تجربة التلفزيون المصري وإضافة اللمسات الكويتية عليها، ولكن من أجل البدء بخطوات جدية، لا بد أولا من انجاز عدة مراحل في غاية الأهمية، وهي كما أراها:
- أولا: إعادة أرشفة مكتبة التلفزيون وتجهيزها بأنظمة أرشفة إلكترونية لتسهيل استخراج المواد المطلوب التنقيب والبحث عنها وسط أكوام من الاشرطة والأفلام.
- ثانيا: إعادة نسخ المواد التلفزيونية وتنظيفها لتخرج جديدة غير مشوشة أو مشوهة بفعل التقادم والإهمال، وهناك تجرية لمحطة راديو وتلفزيون العرب ART حين اعادوا نسخ الأفلام العربية القديمة الأبيض والأسود وبثوها نقية وفي غاية الوضوح دون أن يبدو عليها القدم وكأنها من إنتاج جديد.
- ثالثا: وضع خطة لإنشاء محطة جديدة لبث المواد الأرشيفية القديمة، مع الاهتمام بوضع خريطة فصلية لبرامج المحطة والابتعاد عن العشوائية في عرض البرامج، وتلفزيون الكويت يمتلك قنوات تلفزيونية عبر الأقمار الصناعية غير مستغلة الاستغلال الصحيح، كقناة KUWAIT FEED وقناة القرآن التي تعتمد على إذاعة القرآن الكريم في بثها، وقناة إثراء التي لا نعرف ما توجهها، وهناك قناة العربي التي من المفترض أنها قناة ثقافية، لكننا لا نشاهد فيها سوى الأفلام العلمية والوثائقية القديمة، دون الاهتمام بالشأن الثقافي الكويتي، ويمكن تحديد عمر القناة الجديدة بسنة ميلادية كاملة، ثم يتم تقييمها قبل انتهاء السنة وتحديد نجاحها من عدمه ومن ثم استمرارها أو إغلاقها بعد أن أدت ما عليها.
رابعا: وضع معايير دقيقة جدا لتكريم الشخصيات التي أسهمت في ظهور تلفزيون الكويت إلى الوجود وإلى استمراره ونيله المكانة المرموقة التي كانت له في السابق.
أخيرا، أرجو أن لا تمر هذه المناسبة دون اهتمام، فما أحوجنا اليوم إلى الاحتفالات وتجديد حياتنا المملة بالمهرجانات والأفراح، وفي الوقت نفسه تعريف الأجيال الجديدة برجالات الكويت الذين حفروا بالصخر لابراز اسم وطنهم.
*كاتب ومخرج مسرحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق